فيديو الطفل السوري الشهير وهو ينقذ شقيقته من وابل الرصاص.. هو مجرد مشهد تمثيلي لمخرج نرويجي !
هكذا إذاً… لا الطفل السوري الذي يركض تحت رصاص القناص بطل، ولا الطفلة التي أنقذها شقيقته، ولا المشهد أساساً حقيقي، ولم يصوّر أصلاً في سورية. الفيديو الشهير الذي شاهده الملايين حول العالم، لطفل ينقذ شقيقته وهو يتحدى الموت في سورية، اتضح أنّه مجرد مشهد تمثيلي لمخرجين نرويجيين، صوّروه في مالطا الصيف الماضي.
– الفيديو الأول: المشهد التمثيلي الأصلي
https://youtu.be/gpPijgBNofQ
المخرج لارس كليفبرغ أخبر “بي بي سي” أنّ الهدف كان تصوير فيلم يعرض موضوع “الأطفال في مناطق النزاعات”. وأضاف: “قلت لنفسي لو تمكّنت من تصوير مشهد وإظهاره على أنه حقيقي، فإن الأمر سيهمّ العالم وسيتحدث عنه”. أما زميله اسي ماير فأكد أنه تفاجأ من أن الناس ظنّته حقيقياً.
وبالفعل فإنّ الناس بدت مذهولة أمام شجاعة هذا الطفل. لكن علامات استفهام عدة، طرحت
بعد هدوء موجة “الاندهاش”. فأولاً الفيديو مثالي لدرجة لا تبدو حقيقية. ثم كيف يمكن للقناص ألا يصيبه؟ وفي حال لم يكن يصطنع الموت، أي في حال أصيب حقيقة، لماذا لا تظهر الدماء على ملابسه؟ وفي حال أصيب، كيف وقف على رجليه وركض بهذه الرشاقة لينقذ أخته؟
– الفيديو الثاني: المقطع الذي تم تداوله في الدول العربية
كذلك فإن تعليقات الشخصين اللذين يفترض أنهما يصوران، بدت أصواتهما منفصلة عن مكان حصول إطلاق النار… جزم كثيرون أن كل المشهد هو مشهد تمثيلي. مشهد يعرف بطله جيداً كيف يتحرك، وكيف يؤدي دوره بإتقان.
وقد لا يكون الفيديو حقيقياً، لكنه في كل الحالات نجح في خطف الأنفاس، نجح في إيصال رسالة إلى المشاهد وإلى العالم الذي يبدو مشغولاً اليوم بالضربات الدولية ضد داعش، وبمعارك كوباني… ولعلّ كل هذا الغموض الذي أحاط به، هو الأكثر تعبيراً عن غموض الوضع السوري، وتعقيداته.
وبغض النظر عن أن الفيديو مركب ولا يعدو كونه مشهدا تمثيليا، فحتماً هناك في شوارع سورية وتحت أنقاضها بطولات كثيرة، لا تلتقطها كاميرا مصوّر نرويجي أو مخرج غربي.