فيديو: د.منال السعد تروي معاناتها عبر قناة الراي بعد أن أصبحت آمالها صعبة المنال
– الفيديو:
الراي – بعد سنوات من الغربة والدراسة والكفاح في سبيل طلب العلم في أستراليا، عادت الدكتورة منال السعد، تحمل شهادتها النادرة إلى وطنها، متسلحة بالعلوم والمعارف، إلا أنها اصطدمت بجدار البيروقراطية والروتين الحكومي القاتل، الذي تسبب في إصابتها بحالة من الإحباط واليأس، وظلت جالسة في بيتها فترة طويلة، وما زالت إلى هذا اليوم، تترقب الحلول من الجهات الحكومية التي أغرقتها بالوعود وباللجان من دون نتيجة.
منال التي نالت شهادة الدكتوراه في مجال علاج النطق، قدمت أول علاج للأطفال الناطقين باللغة العربية بجلسة واحدة، ونجحت في مساعدة الأطفال في النطق والكلام، وحصلت أيضاً على جائزة الكويت للتميز والابداع للشباب في مجال الصحة، وحظيت بتكريم من سمو الأمير، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها، وظلت جالسة بالبيت في انتظار تحقيق حلمها!
«الراي» التقت الدكتورة منال، التي قالت «بدأت دراستي في أستراليا العام 2012 في برنامج الماجستير والدكتوراه في علاج النطق استمر 5 سنوات، ونتيجة تجاوز مدة البعثة تم فصلي من البعثة من قبل جامعة الكويت التي سحبت الوظيفة».
وأضافت «لم يقف طموحي بعد إجراءات الجامعة، وأكملت دراستي على حساب والدتي، وتلقيت دعماً من الديوان الأميري ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ونجحت في الحصول على الشهادة في ذلك التخصص النادر، وعدت إلى الكويت وكلي أمل أن أخدم بلدي».
وأوضحت السعد أن «جامعة الكويت في حاجة ماسة لهذا التخصص، بسبب ندرته وكثرة أعداد الطلبة، إلا أنه لا توجد آلية تعيدني للوظيفة، لذلك واجهت مراجعات معقدة في طلب العودة إلى الوظيفة، وقابلت مدير عام الجامعة لكن بلا نتيجة»، مشيرة إلى أن «طول فترة الانتظار والمماطلة، أدت إلى خسارة الطرفين، الجامعة والطالب المبتعث».
وقالت «من المفترض أن أقدم محاضراتي في هذا الكورس في يناير 2020، إلا أن الروتين عطل الموضوع، فبدلاً من أن ألتحق بوظيفتي فوراً لتقديم العلم والعطاء للطلبة، يقومون بتأخيري ووضع عراقيل، بينما توجهات سمو الأمير تحض على الاهتمام بالشباب ودعمهم، وهذه نظرة ثاقبة من صاحب السمو في محلها».
وأشارت إلى أنها قدمت العديد من الأبحاث، وساعدت كثيراً من الاطفال في تحسين أدائهم في النطق، بجلسة واحدة.
وأضافت أن «مسلسل اعتماد الشهادة العلمية في وزارة التعليم العالي طويل جداً ومعقد، ويسير في بطء شديد يستغرق أشهراً، نتيجة اللجان التقليدية التي تعقد كل فترة والمخاطبات الروتينية التي لا حاجة لها وليس لها داعٍ، فمرة يقولون سيتم إرسال الشهادة في الحقيبة الديبلوماسية، ومرة يقولون سيتم إرسال خطاب لوزارة الصحة… وهذه الإجراءات تسير مثل السلحفاة ببطء شديد، وأحياناً تتعرقل وتحتاج متابعة من الطالب، فالاعتماد يحتاج التأكد من الإجراءات، ويدخلون الطلبة في مرمطة».
وخلصت إلى القول إن «الجهات الحكومية تتسبب بالإحباط وتدفع المبدعين للهجرة، وأنا أفكر جدياً بالهجرة والتعليم العالي يدّعي أن شهادتي وتخصصي غير مهنييَن».
أستعير من كلمات سمو الأمير
استشهدت منال بصاحب السمو الذي يعول على تحقيق رؤية العام 2035 وترجمة لتوجيهاته في شأن الاهتمام بالشباب والاستماع لهم. وقالت أستعير من كلمات سموه: «أعاهدكم بأن أكون دائماً الداعم المساند والراعي لكم لتكونوا في الطليعة لقيادة هذه المسيرة الوطنية المباركة، فأنتم وما زلتم مبعث الرجاء ومعقد الأمل».
هجرة العقول الكويتية
تمنت السعد أن يتم تبسيط الإجراءات والقضاء على الروتين بكل يسر وسهولة، لأن تلك الاجراءات والقوانين المعقدة، أدت إلى هجرة العقول الكويتية خارج الوطن، مثل الدكتور وضاح الرفاعي والدكتورة جنان سلامة، وهناك 40 كويتياً يعملون في «سياتل واشنطن» التي منها تنبثق شركتا أمازون وبوينغ، إلى جانب المواطنة المهندسة المعمارية سارة صادق التي استفادت منها الإمارات وطوّرت جزراً في أبوظبي.