فيديو: مرزوق الغانم من الرباط: إنني على يقين بأن العدو يريدنا أن ننشغل بإنفعالاتنا بدلًا من أفعالنا
– الفيديو:
– نسخة أخرى:
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الغانم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، محمد بن عبدالله، النبي الأمين، وعلى آلهوصحبه أجمعين
معالي الأخ حبيب المالكي
رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية الشقيقة
أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية
الأخوات، والإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول المولى في محكم التنزيل ” وقفوهم إنهم مسؤولون ”
صدق الله العظيم
أيها الإخوة
أما وقد حدث ما حدث
ودون الخوض في مقدمات وحيثيات الملف
سأقول بشكل حاسم وقاطع
نحن هنا، منفتحون على كل نقاش، ومتقبلون لكل عصف ذهني، بشأن موضوع القدس
لكننا، ولأكن صريحًا معكم، غير مستعدين في ذات الوقت، للدخول في حلقة مفرغة من جلد الذات، ونصب البكائيات، وفتح محاكمات منفعلة لمن قصر، ولمن تقاعس، ولمن تراجع، ولمن تناسى قضيتنا المركزية، ومسألتنا الأولى
أقول هذا، لأنني على يقين بأن العدو يريدنا أن ننشغل بانفعالاتنا، بدلًا من أفعالنا
وبتسرعنا، بدلًا من سرعتنا
وبانشغالنا، بدلًا من شغلنا
فيمضي الوقت، ويتكرس ما هو قائم، ويلهى العالم بأسره، بتطور جديد، ومستجد طارئ
نحن في سباق مع الزمن
والزخم مهم في السياسة
وحرارة الأشياء، شرط لتغير خامتها
أيها الإخوة
علينا قبل كل شيء أن نعرف ما لنا، وما علينا
وأعرف أنكم واعون تمامًا لما علينا، ومدركون لجوانب النقص فينا، ونقاط الضعف بنا
أعرف أنكم مدركون لمأزقنا العربي، وأمراضنا المزمنة في ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان والإرهاب والاحترابات الداخلية المذهبية والعنصرية والمناطقية ، وغياب الحكم الرشيد، واختلالات الاقتصاد، والتفجرات السكانية وأزمات المياه والفساد، وغيرها من ملفات.
أعرف أنكم تعرفون ما علينا
لكن ماذا عملنا ؟
لنا الشباب الواعد الذي برغم كل شيء، ما زال يكافح ويناضل ويبدع وينجح
لنا الأصالة ، صمام أمان، ضد كل عقد النقص الثقافية، مقابل الغريب الذي سرق الأرض، ويريد أن يسرق حضارة غيره، وينسب نفسه زورًا لتلك الأرض العتيقة، أرضنا الفلسطينية
لنا 350 مليون عربي، ومليار ونصف المليار مسلم، وأكثر من ستة مليارات إنسان ما زال يتعاطف معنا، ويرى قضية فلسطين، قضية عادلة لشعب أعزل، احتلت أراضيه وهجر في منافي الأرض.
لنا القرارات الدولية، وتقارير المنظمات الحقوقية، وصرخات المثقفين والمفكرين والأدباء والفنانين حول العالم
من كل تلك الأشياء التي لنا، يجب أن نعمل وننطلق
ومن يملك كل هذا الذي معه، لا يجب عليه أن يستسلم، ولا يجب أن يلعب دور النائحة الثكلى
وقبل كل شيء، لا يجب عليه أن يلعب دور العالة والعبء والحمل الثقيل
أيها الإخوة
نحن لسنا وحدنا في هذا العالم
فقط لنتذكر تلك الحقيقة المهمة
صحيح أنه يجب الضغط والتحرك باتجاه واشنطن التي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، فهذا مهم
ولعلكم سمعتم كلمات قادة العالم الإسلامي يوم أمس، كلها تصب في هذا الاتجاه
لكن ماذا عنا نحن ؟
كبرلمانيين ؟
كممثلين للشعوب العربية
ماذا عن تحركنا الواجب، إزاء برلمانات أكثر من 170 دولة عضوة في الأمم المتحدة وفي الاتحاد البرلماني الدولي
ماذا عن مواقفهم الرافضة لمثل تلك الخطوة الأمريكية الأحادية
لماذا نترك هذه الساحة الدولية الواسعة وننسحب ؟
لماذا نريد إشعار شعوبنا بأننا وحدنا ؟
معزولون
منكفئون على ذواتنا
في الوقت الذي يجب أن يكون عدونا هو المعزول، والشاذ والخارج على الشرعية
وأنا هنا أتساءل
من الذي يجب أن يتوارى ويتهرب وينعزل ويتخفى ؟
المجرم أم الضحية ؟
من هذه الحقيقة يجب أن ننطلق
وإلى كل الدوائر الإقليمية والقارية والدولية يجب أن نتوجه، مسلحين بعدالة قضيتنا، ومدرعين بكل مبادئ الشرعية الدولية التي بحوزتنا
علينا التواصل مع رئاسة الاتحاد، ومع المجاميع الجيوسياسية التي يتألف منها الاتحاد، حوارًا وتفاهمًا وشرحًا وتفاعلًا.
مستخدمين لغة الإنسانية التي تجمعنا، مؤمنين بأن الإنسان أيًّا كان أصله أو دينه أو عرقه، هو إنسان في النهاية، مفطور على الحب والسلام والرغبة في العيش الكريم
مسؤوليتنا كبرلمانيين عرب أن ننسق جهودنا، وأن نعمل بشكل جماعي ومشترك، لأنني أعرف تمامًا حجم القدرات والعلاقات، والرصيد الذي تملكه كل دولنا العربية ، من المحيط إلى الخليج.
ولعل ورقة العمل التي تقدم بها وفدنا إلى الاجتماع، تحتوي على العديد من النقاط والاقتراحات العملية التي تتعلق بحشد التأييد البرلماني الدولي، نصرة لقضية شعبنا الفلسطيني وقضية القدس.
وكما أكدنا في ورقتنا
نحن منفتحون على كل تعديل وإضافة تساهم في جعل موقفنا العربي أكثر حسمًا وتحديدًا، دون الوقوع في فخ العموميات، وشرك المواقفية والشعارية، والدخول في دائرة جلد الذات، بصورة لا تنتج إلا مزيدًا من الإحباط والجمود والتبلد السياسي وثقافة الانهزام .
عاشت فلسطين حرة أبية، وعاشت القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.