رأي حول الدور السياسي والاجتماعي لأمراء القبائل الكريمة | بقلم خالد سند الفضالة
قبائل الكويت كسائر مكونات المجتمع جزء أصيل لا يتجزء من جمال و روعة لوحة الكويت. و شيوخ القبائل و أمراءها الكرام لهم كل التقدير و الاحترام و المحبه لمكانتهم و دورهم الاجتماعي الهام أما من خلال قبائلهم الكريمة او من خلال الموروث الاجتماعي الذي تمتاز و تنفرد به الكويت.
تشرفت خلال السنوات الماضية بلقاء عدد منهم في مناسبات اجتماعية مختلفة و كم اسعد حين يستذكرون لي كويت الزمن الجميل و قصص الآباء و الأجداد و حين يقدمون لي النصح حول مختلف قضايا الحياة و السياسة. فالدور الأبوي الذي يمتازون به و غيرهم له اثر كبير و إيجابي على المجتمع. فدون دور رواد النهضة الكويتية السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ما كانت الكويت لتكون كما عرفناها.
الا ان دخول أمراء القبائل الكرام “بصفتهم” في المعادلة السياسية و معتركاتها يخالف التطور الديمقراطي و المدني للمجتمع و يخرج أناس نكن لهم كل احترام و تقدير من العبائه الرمزية الاجتماعية المقبولة الى العبائه السياسية بكل ما تحمله من آراء مختلفة و انتقاد و تجريح (سياسي) يفقدون من خلاله دور الحياد و القدوة الحسنة التي تحتاج إليها المجتمعات. ففي المجتمعات المدنية الديمقراطية يذوب جميع مكونات المجتمع الاجتماعية (قبائل او حضر) و مكوناتها المذهبية او الدينية (سنة او شيعة او غيرهما) من خلال تيارات (أحزاب، نقابات، جماعات ضغط، جمعيات…) و هنا تصبح المفاضلة مبنيه على برامج و مشاريع و أهداف. رغم انه لا اعتراض لدي على تعبيرهم عن آرائهم الشخصية كمواطنين و لكن ان لا يكون التصريح بمثابة اوامر توجيه ملزمه لجميع أفراد القبيلة او المذهب او المكون الاجتماعي.
أقول ما سبق من باب حرصي على التقدم الديمقراطي و المدني لمجتمعنا و أيضاً من باب أهمية إيجاد القدوة الحسنة المحايدة يستطيع أمراء قبائلنا الكريمة من خلاله سد هذا النقص و من باب إنهاء الدور المخزي و المدمر التي تمارسة السلطة و اتباعها من خلال اللعب على تناقضات المجتمع تارة و من خلال تكريس تخندق كل مكون داخل إطاره الاجتماعي تارة أخرى. و لا يخفى على احد رعاية السلطة المباشرة لكل ما هو معول هدم لمجتمعنا. فكيف لنا اليوم تصديق ان تكون تحركات السلطة ذاتها معول بناء ؟!
لذلك كله أننا بحاجه ماسه للمحافظة على موروثنا الاجتماعي الفريد و المميز و الإبقاء على الاستثنائية الكويتية التي ذاب من خلالها جميع مكونات المجتمع و بالمقابل نحن أيضاً بأمس الحاجة للتقدم نحو نظام ديمقراطي مدني برلماني شامل و كامل متوافقاً مع الدستور و مقاصد آبائنا المؤسسين.