فيديو/ العربية: بعد 21 عاماً أمر ملكي سعودي بإعفاء وزير البترول “علي النعيمي” من منصبه
– الفيديو الأول:
https://youtu.be/G-mNztLDVBY
– الفيديو الثاني: نسخة أخرى
لمن يتابع اجتماعات أوبك، لا يخفى عليه أن علي النعيمي – وزير البترول والثروة المعدنية السعودي – هو الشخصية الأبرز المنتظرة كل مرة في العاصمة النمساوية – لأهمية تصريحاته لأسواق النفط العالمية.
مايا جريديني التقت الوزير مرات عدة خلال تغطيتها لاجتماعات أوبك وأعدت لنا هذا التقرير الذي يستعرض بعض مراحل مسيرته الطويلة، فهو الشخصية الأبرز في اجتماعات أوبك، حيث غالبا ما تنتظر أسواق النفط تصريحاته، أما الصحافيون فهم يتنافسون لنقل أقواله، وغالبا ما تكون الرياضة الصباحية لـ”النعيمي” فرصة الإعلاميين للحصول على تصريحاته.
ويبقى النعيمي والمعروف بالجرأة وقوة الشخصية والروح المرحة، صاحب مسيرة متميزة فكلماته تهز الأسواق حول العالم، وها هو بعد عشرين عاما على عرش وزارة البترول والثروة المعدنية، ممثلا للسعودية في اجتماعات منظمة أوبك وبعد أن بلغ من العمر ثمانين عاما بات نجما في سماء “أوبك” ، كما أنه نجم إعلامي ينتظره الصحافيون كما يتهافتون على مشاهير هوليوود، في محاولة للحصول على سبق صحافي من القوة الكبرى في المنظمة.
ولم يشتهر النعيمي فقط بقوة الشخصية والجرأة وحتى العصبية التي تظهر بين الحين والآخر، بل هو معروف أيضا بروحه المرحة خلال رياضته الصباحية التي أصبحت، إذا صح التعبير، من تقاليد اجتماعات أوبك. حيث لا يدع النعيمي حشود الصحافيين يعكرون مزاجه وهو يمشي في شوارع فيينا وإنما تفاديا للتعليق على أسواق النفط يتحدث في بعض الأحيان عن حفيده علي. وبطبيعة الحال مسيرته الطويلة في المنظمة تضمنت عددا من المواقف الطريفة، شاركنا إحداها في مارس 2008.
من تابع اجتماعات أوبك يصف النعيمي بأن لا أحد يوازيه في هذا القطاع. وقد يكون هذا الوصف في محله إذ إن قصة حياته ليست بالاعتيادية، من فتى انضم إلى شركة أرامكو بعمر الاثني عشر عاما في 1947، وانتقل بعدها للدراسة في الولايات المتحدة قبل أن يعود الى أرامكو ليتدرج بسرعة في المناصب ويصبح رئيسا للشركة في 1984 ورئيسا تنفيذيا في 1988 وقد أصبح وزيرا للبترول عام 1995
لقد لعب النعيمي دورا محوريا في عدد من قرارات منظمة أوبك خلال عهده الطويل، كان آخرها القرار في ديسمبر 2014 بعدم خفض الإنتاج رغم تراجع أسعار النفط الذي بدأ في يونيو من العام ذاته، حفاظا على الحصص السوقية.
كما كان النعيمي من أبرز اللاعبين في أسواق النفط خلال الأزمة المالية العالمية، والمحرك وراء التخفيضات المتتالية التي قامت بها المنظمة خلال عام 2008/ سنة شهدت في اجتماع ديسمبر في الجزائر أكبر تخفيض يتم دفعة واحدة في تاريخ المنظمة بمليوني برميل يوميا.
الزميلة مايا تصف مكان إقامة النعيمي بالقول “أقف أمام فندق “الـجراند”، هنا في فيينا وهو الفندق الذي استضاف وزير البترول علي النعيمي لسنوات طويلة لدى قدومه الى العاصمة النمساوية للمشاركة في اجتماعات أوبك، وشهد على مواقف عدة مع الصحافيين أرغمت الوزير أحيانا على استخدام الأبواب الخلفية تفاديا للتعليق. ذكريات لن تبقى بذاكرة النعيمي فقط وإنما بذاكرة كل صحافي قام بتغطية هذه الاجتماعات أيضا وأنا من بينهم.