فيديو: كلمة الناشطة الحقوقية الكويتية رنا السعدون أمام الكونغرس الأمريكي عبر «سكايب»

تسجيل حصري للكلمة التي ألقتها الناشطة الحقوقية الكويتية «رنا جاسم السعدون» والناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية لرصد الإنتهاكات أمام الكونغرس الأمريكي عن طريق إتصال بإستخدام «سكايب» عن الوضع الحقوقي ومستوى حرية التعبير في دولة الكويت، وذلك بسبب عملها خلال السنوات الماضية على الملف الحقوقي الكويتي. 11-5-2015

حساب رنا السعدون على تويتر Ranoooya@

 – نص الكلمة:

السادة أعضاء مجلس الشيوخ، السادة أعضاء مجلس النواب، السادة الحضور، أحييكم بتحية السلام ومنه إسم الله الوارد في قوله “الملك القدوس السلام” (الحشر:33) فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخاطبكم اليوم بصفتي ناشطة في مجال حقوق الإنسان معرضة للسجن لثمان سنوات نتيجة قضايا تتعلق بحرية التعبير، التي عملت خلال الفترة الماضية على تعزيز مفاهيمها ونشر اساسياتها ودعم حق الافراد بالتمتع بها في بلدي الكويت، الذي يعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الأمريكية خارج نطاق منظمة الناتو، بلد صغير بمساحته كبير في مكانته بقلوب قاطنيه شهد مؤخرا العديد من الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، والتي سعينا كمجتمع مدني للتصدي لها منفردين.
السادة الحضور، اخاطبكم كمواطنة من دولة فريدة في محيطها لكونها ديمقراطية ذات دستور ونظام رئاسي وبرلماني مشترك، تقع في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة بالصراعات الداخلية والحروب الاقليمية التي تأثرنا بشكل مباشر بها نتيجة السياسات المتناقضة للولايات المتحدة، التي ترفع راية نشر الديمقراطية والحرية بيد، وتلوح بالأخرى بدعم سياسات تناهض ذلك، بل تشيد بها وتجمل انتهاكاتها وتشرعن مساوئها لخدمة مصالحها في المنطقة على حساب حقوق الأفراد.
السادة الحضور، إن ما تقوم به الولايات المتحدة من تصرفات تناقض عبرها الشعارات التي ترفعها وتسهم من خلالها بتعزيز تطرف وغلو تدعي محاربته، كان ولا يزال سببا رئيسيا في تشويه مبادئ حقوق الإنسان ونفور الأفراد منها وعدم إيمانهم بها، فما قامت به الولايات المتحدة بذريعة الحرب على الإرهاب مثلا أنتج لنا مجتمعات متطرفة بعد معايشة افرادها لواقع مغاير عن ذاك الذي حلمنا به وفق مصطلح “الحلم الأمريكي” الذي اتضح انه مجرد وهم عندما استيقظنا من النوم! وما الحرب ضد داعش وما شهدته السياسة الأمريكية فيها إلا خير شاهد بعد أن تفرغت الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة لحرب ميدانية راح ضحيتها العديد من الأبرياء دون تحقيق الأهم، بمحاربة سبب انتشار فكر داعش الذي انتشر في عقول وقلوب العديد من شباب العالم العربي، مع معرفة الدافع وراء ذلك.
السادة الحضور، إن تغليب الولايات المتحدة لمصالحها السياسية دفعها للسكوت والتغاضي عن العديد من الانتهاكات في الشرق الأوسط خاصة في تلك المرحلة التي أعقبت ثورات الربيع العربي نتيجة دعمها لأنظمة وجماعات تحارب أبسط مبادئ حقوق الإنسان، سكوت إمتدت مضاره إلى الملف الحقوقي في الكويت بعد أن شهدنا قمعا غير مسبوق للتحركات الشعبية المناهضة لسياسات الحكومة، بعد أن تخلله ضرب للمحتجين، سجن للمتظاهرين، ليصل بعد ذلك إلى تجريد وسحب حق المواطنة من المواطنين، لم يقف الأمر عند ذلك بل شهدنا خلال الفترة الماضية أحكاما بالسجن نتيجة ممارسة الأفراد لحقهم في التغريد والتعبير بحرية، كما أغلقت الحكومة الكويتية قناة تلفزيونية وصحف إخبارية، وتعرضت مؤسسات المجتمع المدني إلى تضييق ممنهج نتج عنه حل بعضها لمجرد معارضتها خط سير تريد الحكومة حصر عملها به.
السادة الحضور، تلقيت في أكتوبر الماضي دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية لحضور مؤتمر معني بتمكين المرأة وحقوقها حول العالم، وقد لمست خلال زيارتي تراجعا مدويا وتغيرا ملحوظا عن زيارتي السابقة (مارس 2013) في دعم المؤسسات الرسمية لقضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، تغيير انعكس سلبا على مهامنا كناشطين مستقلين أو كمؤسسات للمجتمع المدني التي تعد محورا أساسيا في تعزيز مفهوم الحرية في المجتمعات العربية.
السادة الحضور، إن لمؤسسات المجتمع المدني دور كبير في ترجمة شعارات ومبادئ حقوق الإنسان إلى واقع اذا ما وجدت الدعم الرسمي والغطاء الدولي الذي يسهم في مساعدتها ويقيها شر ملاحقة الحكومات وشر تربصها بعيدا عن المصالح المشتركة والنظرة السياسية أو المادية لملفات القضايا الحقوقية.
السادة الحضور، عندما انخرطت وغيري للعمل في مجال حقوق الإنسان كان هدفنا الأسمى ان نصنع الخير ونحيد بالناس عن الشر “حد عن الشر، واصنع الخير. اطلب السلامة، واسع ورائها” سفر المزامير (34:14) وذلك عبر الدفع نحو معالجة القضايا الحقوقية في كافة أرجاء العالم، فبدأت في بلدي بالسعي لمعالجة العديد من القضايا الإنسانية كقضايا عديمي الجنسية والاتجار بالبشر أو تلك القضايا المحددة بشكل أكبر كمعتقلي دولة الكويت في سجن غوانتانامو الذي أستغل كلمتي هذه لتجديد مطالبة الولايات المتحدة باغلاقه والإفراج عن فايز الكندري آخر معتقلينا فيه، إلا أننا نشهد اليوم، ونتيجة للسياسة الأمريكية في المنطقة انحدارا دفعنا لتبني قضايا مستجدة كنا نعدها في دولة الكويت الديمقراطية من المسلمات كقضايا حرية التعبير وحق التظاهر السلمي، انحدار حقوقي دفع العديد من دول المنطقة لمطالبة حكومة دولة الكويت برفع قضايا ضد الأفراد فيها نتيجة تعبيرهم عن آرائهم بحجة الإساءة للعلاقات المتبادلة، في أمر يبين التوسع الكبير لتوجه سيء يتبنى قمع حقوق الأفراد، وفي تراجع يناقض مكانة الكويت التي كانت نموذجاً يحتذى به من بين دول المنطقة لكونها دولة ذات دستور مدني كفل للمواطنين حقوقهم وبين واجباتهم، وهو ما نسعى للحفاظ عليه وندعو التمسك به، مع الإشارة إلى أن ذات الدول المحيطة بنا والتي تدفع باتجاه تجريم حقوق مواطنينا شهدت أحكاما بحبس العديد من الحقوقيين والداعين لتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان في المنطقة، وهو ما بتنا نخشى من وصوله إلينا.
السادة الحضور، في نهاية كلمتي اوجه لحضراتكم جزيل الشكر، مجددة الدعوة والتساؤل حول الهدف من استمرار السياسات الأمريكية في المنطقة التي ترفع بها شعار محاربة ما يسمى بالارهاب، منوهة بأن مضامين هذه السياسة وتطبيقها لا يجب ان يكون على حساب انتهاك مفاهيم السلام وحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية، مشددة على أن الحرب الحالية ما هي إلا مرحلة ذهاب لن نستطيع مواجهة مرحلة الإياب منها دون مواجهة أصل المشكلة التي تتمثل بفكر متطرف ممتد لن تحتويه حرب ميدانية، فكر خطر تسهم الولايات المتحدة الأمريكية اليوم بنشره عبر تناقضها وازدواجية تعاطيها مع هذا الملف وفق أجندة سياسية لا أجندة تهدف لتعزيز المفاهيم الإنسانية، مستذكرة مقولة الدالاي لاما بأن “السلام يعني أن نحل اختلافاتنا بوسائل سلمية عن طريق الحوار، التعليم، المعرفة، والطرق الإنسانية” لا عبر الحرب ودعم أجندات إقليمية تعزز من اشعال الحروب في المنطقة لتسهم بتراجع الحريات فيها، حرب سنحتاج لسنوات وسنوات لاحتواء آثارها بشرط دعمكم لفكر يعزز من حقوق الإنسان ويدعم المنادين به لا عبر التحالف مع أنظمة تسعى للتضييق عليه، و”طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون” إنجيل متى (5:9)
السادة الحضور، في زمن الحرب الباردة، عندما كان عالم تحكمه قوتين عظميين، كانت هناك طرفة ذات مغزى سياسي، الطرفة تحكي أن مواطناً أمريكياً أراد أن يفاخر أمام مواطن من الإتحاد السوفييتي بأفضل ما لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ارتفاع سقف الحريات. يفاخر بقدرته على الذهاب إلى أسوار البيت الأبيض ليشتم الرئيس الأمريكي، ثم يذهب لينام آمناً على نفسه ومعاشه. وكان رد المواطن السوفييتي مماثلاً، بأنه يستطيع أيضاً أن يذهب إلى أسوار قصر الكرملين -مقر الرئاسة السوفييتي في كرملين – ويشتم الرئيس الأمريكي ثم يذهب لينام آمناً على نفسه ومعاشه، وربما يظهر في التلفزيون الرسمي، بعدها ببضعة سنوات انهار الإتحاد السوفييتي، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم.
الرسالة سيداتي سادتي، هي أن التسامح وارتفاع سقف الحريات هو ضمانة لأمن الدول واستقرارها وتقدمها، وليس حجبها واستخدام عصا الأمن الغليظة وتوسعة السجون، وهي الرسالة التي نأمل منكم دعمها وتمريرها إلى بقعة من العالم، نعيش فيها، لا تزال تعيش تلك الحقبة السوفيتيية.

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. true يقول

    يا زبالة .. يوم ماتعرفين تقرين اللي كاتبليج اياه .. لاتقرينه!
    اقري شي انتني كاتبته !!

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق

https://